قطاع الإستشفاء بالمياه في تونس
أصبح قطاع الإستشفاء بالمياه في تونس يشمل بمفهومه الواسع قطاع الإستشفاء بالمياه المعدنية و الإستشفاء بمياه البحر و المياه العذبة.
الإستشفاء بالمياه المعدنية
المياه المعدنية هي مياه جوفية تتميز بحرارتها أو تركيبتها المعدنية أو الإثنين معا، وهي تنقسم إلى صنفين :
- مياه معدنية ساخنة
- مياه معدنية باردة
تعرف المياه المعدنية الساخنة بتونس بكونها مياه مصدرها منبع طبيعي أو حفرية، و تتجاوز درجة حرارتها 25 درجة، علاوة على أن تركيبتها الفيزيوكيميائية تبقى مستقرة رغم تغير العوامل المناخية و تتميز بخصائص علاجية ثابتة و يتمّ استغلالها بغاية الإستشفاء سواء كان ذلك في المحطات الإستشفائية العصرية أو في الحمامات الإستشفائية التقليدية.
أما المياه المعدنية الباردة فتعرف بكونها مياه مصدرها منبع طبيعي أو حفرية، تكون درجة حرارتها أقل من 25 درجة، و تتميز بنقاوتها الطبيـــعية، واحتوائها على عناصــــر معدنية غنية تجعلها تتميز بخصوصيات طبية و تستغلّ من طرف وحدات تعليب المياه.
و تنتمي كل المياه المعدنية بتونس إلى صنف "فادوس" و يرتبط وجود و طبيعة منابع المياه المعدنية بجيولوجيا الأرض بحيث أن نفاذ و تسرب المياه المعدنية التصاعدي يرتبط عادة بالعوارض الجيولوجية التكتونيكية، في القشرة الأرضية، أما سخنتها الكيميائية فهي مرتبطة بنوعية الأرض التي تتسرّب منها.
و يولي الديوان الوطني للمياه المعدنية و الإستشفاء بالمياه بصفته الهيكل المكلف بتنفيذ سياسة الدولة في قطاع الإستشفاء بالمياه و المياه المعدنية المعلبة أهمية متزايدة بمنابع المياه المعدنية الموجودة بكامل تراب الجمهورية و الذي يبلغ عددها حوالي 104 منبع وذلك باعتبارها النواة التي تدور حولها خطط تنمية القطاع بتونس وهي منطلقا لبعث مشاريع إستثمار في هذا المجال.
الإستشفاء بمياه البحر و المياه العذبة
أصبحت تونس من أهم المقاصد في مجال الإستشفاء و المعالجة بمياه البحر لما يوفّره حوالي 60 مركزا موزّعا على كامل سواحل البلاد من خدمات ذات جودة عالية و مستوى راق. إذ ترسّخت منذ سنة 1994 تاريخ فتح أوّل مركز، المعرفة و تعمّقت الدراية و أصبحت تونس ذات تجربة في الميدان تواكب حاجيات و انتظارات الباحثين عن الإستجمام و المحافظة على اللياقة. و هو ما أهّلها لتكون قبلة عشرات الآلاف من المتوافدين عليها.
تستند المعالجة بمياه البحر إلى خصائص مياه البحر و العناصر البحرية الأخرى و قدرتها على شفاء الأمراض و معالجة بعض الأعراض الصحية. يتمّ تسخين الماء إلى درجة حرارة بين 34 و 38 درجة، و تملك القدرة بذلك على نقل الأملاح المعدنية إلى الجسم. كذلك تأتي النباتات البحريّة بأنواعها العديدة ذات فوائد متنوّعة. يتمّ أخذ ماء البحر من مسافة معيّنة من الشاطئ و على عمق معلوم.