حمام ملاق:موقع جيولوجي استشفائي في الحمامات الرومانية

حمام ملاق من أغنى المواقع الجيولوجية العالمية، يحتوي على طبقة من الطين الأسود تعود إلى بدايات العصر الجيولوجي الثالث ومن مكوناتها مادة الأوروديوم التي تؤكد نظرية اصطدام الأرض بنيزك ضخم منذ حوالي 60 مليون سنة. ويعرف الموقع بمياهه المعدنية التي تبلغ حرارتها 45 درجة وهي ذات نجاعة عالية في معالجة أمراض السكري وأوجاع المفاصل والبدانة والصدفية والصفرة حسب دراسات وبحوث طبية حديثة وشهادة المرضى الذين يزورونه من مختلف ولايات الجمهورية ومن القطرين الجزائري والليبي والذين استعصت مداواتهم في المستشفيات العمومية.

تاريخ المياه المعدنية

و يعود استعمال المياه المعدنية في البلاد التونسية إلى العصور القديمة وخاصة الحضارة الرومانية – اليونانية. ويذكر أن الإمبراطور الروماني «هاد ريان» عندما زار الجيوش المرابطة بنوميديا بنوا له هذا المعلم ليستحم فيه فقد كان اليونانيون يقدمون الهدايا والقربان ويقيمون الولائم تقربا لآلهة المياه المعدنية.

والاستشفاء بالمياه المعدنية ليس وليد اكتشاف حديث بل إن مزاياه معروفة منذ قرون لدى الإغريق في معالجة الأمراض الجلدية. وفي رحلته للكشف عن منابع المياه كشف الإنسان القديم عن العديد من الآثار حول هذه المواقع . مما جعلها تتحول إلى مركز للنشاط والاستيطان البشري بفعل دورها في حماية صحة الإنسان من الأمراض. وازدادت أهمية هذه المواقع قيمة في الحروب والغزوات وقد تم استخدامها لغاية الاستحمام واستنشاق بخارها وشرب مياهها.

يقف هذا الموقع الأثري شاهدا على حضور بشري متميز بداية من عصور ما قبل التاريخ إلى العهود الفينيقية والرومانية والنوميدية والعربية والعثمانية بما يجعله يوفر آفاقا رحبة للسياحة الثقافية والبيئية بالشمال الغربي.